عناية وإدارة النحل

تعتمد تربية النحل العصرية على التدبير الجيد للمنحل والعناية بالخلايا )الأجباح(، ومراقبتها على طول السنة واتباع التقنيات الحديثة.

وتختلف العمليات التي يقوم بها النحال بين فصل الشتاء، التي تركز على تغدية النحل لتجنب موته بسبب البرد، وفصلي الربيع والصيف حيث يجب على النحال أن يكثف جهوده ويعمل على مراقبة نمو وتطور نشاط الخلية.

ويمكن تلخيص أهم العمليات التي يقوم بها النحال فيما يلي:

تغذية النحل
  • يجب على النحال، بعد عملية جني العسل خلال الصيف، أن يترك مخزونا كافيا لتغذية النحل خلال فترة انعدام الأزهار.
  • يمكن للنحال أيضا أن يغذي النحل بمحلول سكري أو السكر الصافي أو العسل.
  • يتم تحضير المحلول السكري بإذابة كمية من السكر في نفس وزنها من الماء في درجة حرارة تصل إلى حوالي 40 درجة، مع الحرص على تحريك السكر حتى يذوب كاملا.
  • يتم وضع المحلول في إطار محلول التغذية إلى جانب الإطارات الأخرى.
  • يمكن أيضا استعمال «الكاندي »، وهو غذاء جاهز يمكن تقسيمه إلى قطع توضع فوق الإطارات.
عملية فتح خلية النحل
  • لكي يسهل على النحال فحص الخلايا بدون التعرض للسع، يجب عليه معاملة النحل بالطريقة المناسبة لطباعه كتجنب إحداث الضوضاء عند الفتح، وتجنب عمل حركات سريعة أو هزات أو كثرة تحريك الأيدي.
  • يرتدي النحال بدلته، ويقف بجانب الخلية، ثم يقوم بتدخينها من المدخل. بعد ذلك يقوم بإزالة الغطاء الخارجي ثم الغطاء الداخلي مع التدخين التدريجي، ثم يقوم بعدها بإزاحة إطار تغذية النحل ويضعه جانبا ثم يبدأ بفحص باقي الإطارات.
زيارة النحل

الهدف من زيارة النحل هو التأكد من السير العادي لنشاط كل خلية من خلال وجود الملكة، التي تتواجد غالبا في الإطارات المتوسطة في الخلية. يجب ملاحظة حالة البيض وعدده والتأكد من عدم وجود بوادر أي مرض في الحضنة.

يفضل فحص الطوائف عند دفء الجو وعدم وجود رياح شديدة أو أمطار، فالحرارة الشديدة تزعج النحل وتثيره للسع، والبرد الشديد يؤدي إلى موت الحضنة. أثناء الزيارة، وبناء على حالة الخلية، يمكن للنحال أن :

  1. يضيف إطارات شمعية مبنية، خاصة في بداية فصل الربيع حيث تنتعش الخلية وتبدأ الملكة في التبييض، في حين يكون الرعي غير كافي لبناء الشمع.
  2. يزيل الإطارات المعيبة إما لوجود ثقب أو اعوجاج أو بوادر مرض ما.
  3. يضم الطوائف الضعيفة في خلية واحدة؛
  4. يضيف الإطارات الشمعية داخل الخلية عندما يلاحظ أن النحل بدأ يبني الشمع.
التطريد

هي ظاهرة طبيعية تحدث إما بسبب:

  • التكاثر، حيث تغادر الملكة الأم الخلية مع نصف النحل.
  • الهجرة، حين تسوء الظروف البيئية حول الطائفة فتغادر الخلية بحثا عن مكان جديد.

تحدث الحالة الأولى في فصل الربيع حين تزدحم الخلية وتخرج ملكات جديدة. ويمكن أن يخرج من الخلية الواحدة من طرد واحد إلى 3 طرود.

هناك بعض المؤشرات عن قرب حدوث عملية التطريد، حيث يسمع طنين غير عادي داخل الخلية، ويلاحظ ازدحام على بابها، ويمكن ملاحظة كثرة تخاريب الملكات في الحضنة.

إذا كان النحال يرغب في منع التطريد من أجل المحافظة على قوة الطائفة، فيكفيه تدمير التخاريب الملكية لمنع خروج ملكات جديدة.

وفي حالة خروج الطرد، يمكن التقاطه بتقريب خلية فارغة منه، ثم هز غصن الشجرة التي يوجد بها حتى يقع النحل داخل الخلية، كما يمكن دفع النحل باليد داخل الخلية بعد تدخينه. بعد ذلك يتم تغطية الخلية، وفي اليوم التالي يقوم النحال بمراقبة حالته وتتم تغذيته حتى يستأنس.

ويمكن للنحال الذي يرغب في إنتاج طرود جديدة، إما لبيعها أو زيادة عدد خلاياه، أن يقوم بتقسيم الطوائف (التطريد الإصطناعي). ولا تتم هذه العملية إلا على الطوائف القوية. ومن أجل ذلك، يقوم النحال بتحضير خلية فارغة ثم يضع أربع إلى خمس إطارات تحتوي على الحضنة والعسل وحبوب اللقاح من الخلية التي يريد تقسيمها (نصف حضنة ونحل الطائفة)، ويملأ فراغ الخلية بإطارات من الشمع المبين. وتجدر الإشارة إلى أن الطائفة «اليتيمة » تقوم بتربية ملكة جديدة بعد أيام.

عملية الإنتجاع أو الترحال
  1. من أجل الاستفادة من التنوع البيئي الذي تزخر به بلادنا، ولتمكين النحال من تنويع منتوجه، يتوجب عليه أن يكون على دراية بأنواع الأزهار ومكان وجودها وتوقيت إزهارها.
  2. كما يجب عليه أن يربط علاقات مع المزارعين الذين يرغبون في الاستفادة من النحل من أجل تلقيح أشجارهم.
  3. وتتم عملية نقل الخلايا ليلا، حيث تحزم أجزاؤها حتى لا تفتح أثناء السفر، ويجب التأكد من تهويتها. وفي حالة ظهور الصبح، يتم إنزال الخلايا في مكان بعيد عن الطريق وانتظار الليل الموالي لمتابعة الرحلة.